09‏/05‏/2014
2:22 م

أسباب إجابة الدعاء ::: الشيخ عبد الرزاق البدر -حَفِظَهُ الله


أَسْبَابُ إِجَابَةِ الدَّعَاءِ
مقتطف
من شرح كتاب / من هدايات سورة الفاتحة

للشَّيْخِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ البَدر -حَفِظهُ الله-


جمع بعض أهل العلم آداب الدعاء المستجاب وشروطه في أبيات لطيفة فقال :


قالوا شروط الدعاء المستجاب لنــــا عشــــر بها بشــــــر الداعي بافـــــــلاح
طهــــــــــــــارة وصـــــــــلاة معهما نــــــــــدم وقت خشوع وحسن الظن ياصاح
وحل قــــــــــــوت ولا يدعي بمعصية وباسم يناسب مقرون بالحـــــــــــــــــــاح


قوله ( بها بشر الداعي بافلاح ) : أي بشره بأنه إذا دعا ملتزماً بها بأنه مفلح ونائل ما سأل .
( طهارة صلاة معهما ندم ) أي أن يكون على طهارة وأن يكون في صلاة ، وهذا ليس من الشروط ولكن من الآداب ومن كوامل الدعاء .
( وقت خشوع وحسن الظن بالله ) : يعني أن يكون في وقت فاضل مع خشوع في دعائه ، وخشية وإنابة إلى الله ، وأن يكون أيضاً حسن الظن بالله ؛ فقد قال الله -عَزّ وَجَلّ- كما في الحديث القدسي « أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء » صححه الألباني في صحيح الجامع (4316)
وكذلك من الشروط ما أشار إليه بقوله ( وحلُّ قوتٍ ) : أي أن يكون مطعمه طيباً حلالاً وهذا جاء في حديث أبي هريرة قال -عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- « إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ثم ذكر -عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك »
رواه مسلم 1015
ولهذا من الشروط المهمة أن يبتعد المرء عن الحرام كما قال بعض السّلف : ( لا تستبطيء الإجابة وقد سددت طرقها بالمحرمات فالمحرمات ) مانع من موانع الإجابة ؛ لذلك استبعد النبي -صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ- بقوله فأنى يستجاب لذلك ؟
ولا يدعو الإنسان بمعصية كما ثبت عن النبي أنه قال : « لايزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل » رواه مسلم 2735
فمن شروط إجابة الدعاء ألا يدعو العبد بمعصية أو بإثم أو بقطيعة رحم .
أو باسم يناسب يعني يختار من اسماء الله -تبارك وتعالى- الاسم المناسب لمطلوبه وإذا لم يأت بالاسم المناسب يحدث في الكلام تنافر ؛ ولهذا يأتي في النصوص الدعاء مع الاسم المناسب به ﴿ربنا افتح بيننا بالحق وانت خير الفاتحين ﴾الاعراف:89
تقول ربي اغفر لي أنك أنت الغفور الرحيم ؛ أما أن تأتي بالاسم لا يناسب فعندئذ يحدث تنافر مثل أن يقول في دعائه اللهم ارحمني واغفر لي ياشديد العقاب ! فهذا غير مناسب !
وإنما المناسب ههنا : ياغفور يارحيم يامن رحمته وسعت كل شيء ؛ فيذكر من الأسماء الحسنى ما يتناسب مع المطلوب .
وقوله : ( مقرون بإلحاح ) يعني تلحّ على الله تبارك وتعالى ، وتكثر من السؤال ، وتديم الطلب ، وتديم قرع الباب ويوشك أن يفتح لك .
اسأل الله -جَلَّ وعَلا- باسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وإياكم بتوفيقه وأن يهدينا سواء السبيل .

المصدر / كتاب : من هدايات سورة الفاتحة / ص 82-84








0 التعليقات :

إرسال تعليق