إن الإسلام يأمر المسلمين بمراعاة حقوق الجار،
سواء كان من ذوي القربى أو أجنبيا أو كافرا،
ويدل عليه في قوله تعالى :
(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ،
وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى
والمساكين والجار ذي القربى، والجار الجنب ).
ومن حقوق الجار على الجار أن يعوده إذا مرض،
ويساعده إذا احتاج، ويدافع عنه إذا ظلمه أحد،
وأن يتقي كل تصرف أو قول أو فعل يؤدي
أذى الجار أو إلى قلق في حياته،
وأن يواسيه في شؤونه.
يقول رسول الله صلى الله عيله وسلم :
" والله لا يؤمن (أي إيمانا كاملا) والله لا يؤمن،
والله لا يؤمن، قالها ثلاث مرات،
قيل من يارسول الله؟ قال: " الذي لا يأمن جاره بوائقه "
أي شروره.
رواه البخاري ومسلم.
ويقول صلوات الله عليه أيضا :
" مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"
رواه البحاري ومسلم.
ويقول أيضا :
" ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جانبه ".
رواه الإمام البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وقد تمسك السلف الصالح ثم الخلف من المسلمين بهذه التعاليم
المنصوصة في شأن حقوق الجار.
فكان التعاون بين الجيران
الأغنياء والفقراء يجري بشكل يضرب به المثل،
كما سجله التاريخ.
وقد روى الإمام الغزالي أن رجلا كان
عند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وغلام له يذبح شاة،
فقال ابن عباس رضي الله عنهما :
" ياغلام لا تنس جارنا اليهودي"،
ثم عاد فكررها ثانية وثالثة،
فقال الرجل له: " لم تقول هذا يا ابن عباس :"،
فقال: والله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مازل يوصينا بالجار حتى ظننا أنه سيورثه
0 التعليقات :
إرسال تعليق